نص الاستشارة:
فضيلة الشيخ زوجتي مغرمة بالأجهزة الالكترونية الحديثة مثل البلاك بيري وغيره من وسائل الاتصال الاجتماعي... طوال وقتها مشغولة بالتحدث مع زميلاتها وجاراتها... لم تعد تجد من الوقت ما يكفي للقيام بواجباتها المنزلية، لدينا أطفال ولا أستطيع توفير شغالة لضيق ذات اليد.. حتى في فراش النوم مشغولة بالجهاز ما ذا أصنع لقد سئمت من استهتارها وصبيانيتها التي يظهر أنها ستطول كثيرا رغم أنها تجاوزت الأربعين من العمر... فكيف الخلاص؟
الرد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن وسائل الاتصالات الحديثة أصبحت تغزو البيوت ولم يسلم منها غني ولا فقير بل اخترقت جميع الأماكن فأصبح لها أعظم الأثر على حياة الناس وأثرت في سلوكياتهم وطرائقهم في الحياة ولم يسلم منها صغير ولا كبير فأصبحت حديث الساعة والمشكلة تتفاقم يوما بعد يوم، بسبب ما تنتجه الجهات المصنعة التي نجحت في إقناع الناس بأنه لا غنى لهم عن هذه الأجهزة ولا مناص من استخدامها وجعلها وسيلة التواصل الاجتماعي المثلى، فسببت لنا مشاكل بسبب بعض استخداماتها وسوء استخدامها لكونها سلاح ذو حدين، فظهرت الخلافات ودب الشجار بين الناس وأصبحت مصدرا للتعب بعد أن توهمنا أنها مصدر للرفاهية والتقدم والرقي بالأعمال والسير خطوات حثيثة على درب التقدم والانفتاح الحضاري النافع.
بيد أن الذي حصل كان خلاف ذلك، ولا أحد يشك في أن من لم يحسن إدارة هذه الأجهزة أوردته المزالق والانحرافات السلوكية والأخلاقية التي لن يكون إهمال البيت ومسئولياته إلا من أخفها.
والذي نقترحه كحل لمشكلة زوجتك هو الحوار الهادف والبناء مع التبصير والتثقيف بما تجره هذه الأجهزة من أمور غير محمودة.
الفراغ وعدم شغل الوقت بالنافع من الأمور يعد من أهم دوافع العكوف على هذه الأجهزة، فاعمل على شغلها بأمر ينفعها في دينها ودنياها كالدراسة في إحدى دور التحفيظ المختصة في القرآن الكريم والعلوم الشرعية... فإن ذلك مما يعين على إيجاد صحبة ناصحة صالحة تؤثر في السلوك وتوجه الوجهة السليمة.
وذكرها بنعم الله وضرورة المحافظة عليها بتقوى الله عز وجل، ويجب التنبه إلى أن الوقت هو مادة العمر التي عليها تترتب السعادة في الدنيا والآخرة فيجب أن يحافظ عليه «لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع... وعن عمره فيما أفناه...».
والوقت أهم ما عنيت بحفظه*** وأراه أسهل ما عليك يضيع
والمحافظة على الوقت من شيم الصالحين من سلفنا الصالح فيجب على كل عاقل أن يتفطن لذلك ويعطي كل ذي حق حقه.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
المصدر: موقع رسالة المرأة.